من أجل بيئة صحية تحمي العمال
صفحة 1 من اصل 1
من أجل بيئة صحية تحمي العمال
فادي نصار
عندما قامت الثورة الصناعية في أوروبا وتغيرت أنماط الانتاج، انتقل الآلاف من الفلاحين الى المدن، حيث واجهوا مخاطر العمل في أماكن عملهم الجديدة، وبدأت تظهر حوادث كثيرة تؤدي إلى إصابة هؤلاء الكادحين، كون معرفتهم بالصناعة وأخطار الآلات والمواد التي تصنع منها بعض المنتجات،كانت شبه معدومة، حيث دخلوا الى مصانع وواجهوا مختلف أنواع المخاطر التي أدودت بحياة كثيرين، وتسببت بعاهات وإعاقات مستديمة.
ومع ازدياد تلك الحوادث، ومع تشكل النقابات والمنظمات العمالية، بدأ النضال من أجل تشريع قوانين وأنظمة تلزم أصحاب المصانع بتعويض المصابين عن الحوادث، حتى وإن كانوا سبباً في حدوثها، ومن هنا ولدت فكرة “السلامة المهنية”.
السلامة المهنية
بينت الدراسات أن 88 بالمئة من الحوادث في مكان العمل تقع بسبب أخطاء البشر، وعن غير قصد (عدم التركيز، عدم الحذر، البدانة)، بشكل مباشر أو غير مباشر، وتمثل نسبة عشرة بالمئة، بسبب أعطال فنيه (الانسان بشكل غير مباشر)، و2 بالمئة منها خارجه عن إرادة الانسان، وتشير الدراسات إلى أننا نستطيع الحيلولة دون وقوع 85 بالمئة من الحوادث اذا ما ركزنا إهتماننا على سلوك العامل (الانسان) داخل محيط العمل. واتباع شروط وأسس السلامة المهنية المتعارف عليها عالمياً، فما هي السلامة المهنية؟
السلامة المهنية هي علم بحد ذاته، يهدف إلى حماية العاملين في منشآت العمل من الحوادت المحتملة التي قد تتسبب بإصابات للعامل أو وفاته.
بيئة مثالية للعمل
دعت كل التظاهرات العمالية عبر التاريخ الى تحسين شروط العمل، وتأمين ظروف صحية مثالية، ليقوم العامل بعمله على أكمل وجه، وهذه الشروط تم وضع مقياس عالمي لها، تلتزم معظم دول العالم المتقدم، فيما لا تزال بلداننا تفتقر الى تطبيقها، ونذكر من هذه الشروط ما يلي:
الحرارة: يجب أن تكون حرارة أماكن العمل مناسبة للجسم البشري، بحيث لا تكون مرتفعة فتسبب التوتر وإرتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى، او تكون منخفضة جدا فتؤدي الى بطء حركة العمال.
التهوئة: ينصح أن يكون هناك نظام تهوئة جيد (نوافذ كبيرة تسمح بدخول الهواء النقي واشعة الشمس) في المصانع الكبيرة، وحتى في مكاتب العمل الاداري الصغيرة، ذلك لان الاوكسجين هو العنصر الأساسي للحياة، وتاليا لبيئة صحية، فعندما لا تكون كمية الأوكسجين كافية فإن أداء العمال سيكون دون المستوى.
الضجيج: يعتبر الضجيج أحد المسببات الأساسية في عدم التركيز، وهناك معايير دولية لقياس الضجيج بحيث يجب ان لا يتجاوز حدود الـــ 70 ديسيبل.
الإضاءة: ينبغي أن تكون الإضاءة كافية في ورش العمل والمصانع الكبيرة والمكاتب، وملائمة بحيث لا تكون المصابيح قريبة من أعين العاملين، والانتباه الى أن وسائل الإنارة تصدر حرارة تؤثر على صحة العمال، إضافة الى مراعاة توزيع الضوء بحيث لا يكون مركزا في زاوية فيما هناك زاوية مظلمة.
ضمان السلامة المهنية
ويجب ضمان وجود أبواب ومخارج لحالات الطوارئ، وتغطية الدرج والممرات بمادة تمنع انزلاق العمال، وتأمين التهوئة الطبيعية لكل الأقسام الخاصة ضمن الشركة، كما يجب تفادي سكب اي مادة كيميائية مثل الوقود والغازات أو المواد الكيماوية المشتعلة، وإبعاد هذه المواد وتأمين مسافة كافية بين مستودعات وخزانات هذه المواد، وبين اماكن تواجد العمال ونشاطهم. كذلك من الضروري توفير صندوق إسعافات أولية من اجل التعامل مع الإصابات البسيطة وبصورة سريعة، كما يجب تعيين شخص كمشرف للسلامة المهنية، بحيث يقوم بمتابعة متطلبات السلامة التي من شأنها أن تحد من الحوادث، اضافة الى التركيز على رفع جاهزية العاملين، وذلك بتنفيذ التمارين التي من شأنها إكسابهم الخبرات الكافية حيال كيفية الإخلاء والتعامل مع الحوادث، والتنسيق بين أصحاب المصانع أو القائمين عليها مع جهاز الدفاع المدني للسلامة والصحة المهنية والجهات المعنية بهذا الشان، وذلك بإعداد دورات للمشرفين على العمل والعاملين التي تهدف إلى توفير بيئة عمل آمنة للجميع، والعمل على إصدار ملصقات بشكل دوري ومواكبة التطورات التي تطرأ على بيئة العمل في مجال السلامة العامة، حيث تعتبر هذه المنشورات من الأمور الضرورية والمهمة لتثقيف العاملين ورفع الحس التوعوي لديهم، وبالتالي الحد من الإصابات في بيئة العمل.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، رغم كل نضالات النقابات والمنظمات والاحزاب التي تمثل الطبقات الكادحة في لبنان، هل تلتزم المصانع بمعايير السلامة المهنية؟ وهل تطبق الشركات (وخصوصا المنتجة للمواد الكيميائية ومصانع الادوية) معايير السلامة المهنية المتعارف عليها دولياً؟
في عيد العمال نقول أن صحة عمالنا الذين تقوم على اكتافهم البلاد، تهمنا، وأن الشروط غير الصحية التي يعملون فيها تبقى مصدر قلق دائم.
عندما قامت الثورة الصناعية في أوروبا وتغيرت أنماط الانتاج، انتقل الآلاف من الفلاحين الى المدن، حيث واجهوا مخاطر العمل في أماكن عملهم الجديدة، وبدأت تظهر حوادث كثيرة تؤدي إلى إصابة هؤلاء الكادحين، كون معرفتهم بالصناعة وأخطار الآلات والمواد التي تصنع منها بعض المنتجات،كانت شبه معدومة، حيث دخلوا الى مصانع وواجهوا مختلف أنواع المخاطر التي أدودت بحياة كثيرين، وتسببت بعاهات وإعاقات مستديمة.
ومع ازدياد تلك الحوادث، ومع تشكل النقابات والمنظمات العمالية، بدأ النضال من أجل تشريع قوانين وأنظمة تلزم أصحاب المصانع بتعويض المصابين عن الحوادث، حتى وإن كانوا سبباً في حدوثها، ومن هنا ولدت فكرة “السلامة المهنية”.
السلامة المهنية
بينت الدراسات أن 88 بالمئة من الحوادث في مكان العمل تقع بسبب أخطاء البشر، وعن غير قصد (عدم التركيز، عدم الحذر، البدانة)، بشكل مباشر أو غير مباشر، وتمثل نسبة عشرة بالمئة، بسبب أعطال فنيه (الانسان بشكل غير مباشر)، و2 بالمئة منها خارجه عن إرادة الانسان، وتشير الدراسات إلى أننا نستطيع الحيلولة دون وقوع 85 بالمئة من الحوادث اذا ما ركزنا إهتماننا على سلوك العامل (الانسان) داخل محيط العمل. واتباع شروط وأسس السلامة المهنية المتعارف عليها عالمياً، فما هي السلامة المهنية؟
السلامة المهنية هي علم بحد ذاته، يهدف إلى حماية العاملين في منشآت العمل من الحوادت المحتملة التي قد تتسبب بإصابات للعامل أو وفاته.
بيئة مثالية للعمل
دعت كل التظاهرات العمالية عبر التاريخ الى تحسين شروط العمل، وتأمين ظروف صحية مثالية، ليقوم العامل بعمله على أكمل وجه، وهذه الشروط تم وضع مقياس عالمي لها، تلتزم معظم دول العالم المتقدم، فيما لا تزال بلداننا تفتقر الى تطبيقها، ونذكر من هذه الشروط ما يلي:
الحرارة: يجب أن تكون حرارة أماكن العمل مناسبة للجسم البشري، بحيث لا تكون مرتفعة فتسبب التوتر وإرتفاع ضغط الدم وأمراض أخرى، او تكون منخفضة جدا فتؤدي الى بطء حركة العمال.
التهوئة: ينصح أن يكون هناك نظام تهوئة جيد (نوافذ كبيرة تسمح بدخول الهواء النقي واشعة الشمس) في المصانع الكبيرة، وحتى في مكاتب العمل الاداري الصغيرة، ذلك لان الاوكسجين هو العنصر الأساسي للحياة، وتاليا لبيئة صحية، فعندما لا تكون كمية الأوكسجين كافية فإن أداء العمال سيكون دون المستوى.
الضجيج: يعتبر الضجيج أحد المسببات الأساسية في عدم التركيز، وهناك معايير دولية لقياس الضجيج بحيث يجب ان لا يتجاوز حدود الـــ 70 ديسيبل.
الإضاءة: ينبغي أن تكون الإضاءة كافية في ورش العمل والمصانع الكبيرة والمكاتب، وملائمة بحيث لا تكون المصابيح قريبة من أعين العاملين، والانتباه الى أن وسائل الإنارة تصدر حرارة تؤثر على صحة العمال، إضافة الى مراعاة توزيع الضوء بحيث لا يكون مركزا في زاوية فيما هناك زاوية مظلمة.
ضمان السلامة المهنية
ويجب ضمان وجود أبواب ومخارج لحالات الطوارئ، وتغطية الدرج والممرات بمادة تمنع انزلاق العمال، وتأمين التهوئة الطبيعية لكل الأقسام الخاصة ضمن الشركة، كما يجب تفادي سكب اي مادة كيميائية مثل الوقود والغازات أو المواد الكيماوية المشتعلة، وإبعاد هذه المواد وتأمين مسافة كافية بين مستودعات وخزانات هذه المواد، وبين اماكن تواجد العمال ونشاطهم. كذلك من الضروري توفير صندوق إسعافات أولية من اجل التعامل مع الإصابات البسيطة وبصورة سريعة، كما يجب تعيين شخص كمشرف للسلامة المهنية، بحيث يقوم بمتابعة متطلبات السلامة التي من شأنها أن تحد من الحوادث، اضافة الى التركيز على رفع جاهزية العاملين، وذلك بتنفيذ التمارين التي من شأنها إكسابهم الخبرات الكافية حيال كيفية الإخلاء والتعامل مع الحوادث، والتنسيق بين أصحاب المصانع أو القائمين عليها مع جهاز الدفاع المدني للسلامة والصحة المهنية والجهات المعنية بهذا الشان، وذلك بإعداد دورات للمشرفين على العمل والعاملين التي تهدف إلى توفير بيئة عمل آمنة للجميع، والعمل على إصدار ملصقات بشكل دوري ومواكبة التطورات التي تطرأ على بيئة العمل في مجال السلامة العامة، حيث تعتبر هذه المنشورات من الأمور الضرورية والمهمة لتثقيف العاملين ورفع الحس التوعوي لديهم، وبالتالي الحد من الإصابات في بيئة العمل.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، رغم كل نضالات النقابات والمنظمات والاحزاب التي تمثل الطبقات الكادحة في لبنان، هل تلتزم المصانع بمعايير السلامة المهنية؟ وهل تطبق الشركات (وخصوصا المنتجة للمواد الكيميائية ومصانع الادوية) معايير السلامة المهنية المتعارف عليها دولياً؟
في عيد العمال نقول أن صحة عمالنا الذين تقوم على اكتافهم البلاد، تهمنا، وأن الشروط غير الصحية التي يعملون فيها تبقى مصدر قلق دائم.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى